بدأت الاسواق تقطف ثمار الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة «استعادة الثقة»، وصولا الى اللقاء التشاوري أول أمس في قصر بعبدا، وقبله اقرار قانون الانتخاب، حيث أكد عدد من رؤساء الجمعيات التجارية ولجان الاسواق لـ«المستقبل» ارتفاع الحركة التجارية بين 15 في المئة و20 في المئة عشية عيد الفطر، معتبرين انه رغم هذه الزيادة الا ان الحركة تبقى خجولة بعد 5 سنوات من المعاناة والخسائر المتتالية.

الا ان التجار يعولون كثيرا على الخطة الاقتصادية التي أعلن عنها رئيس الحكومة سعد الحريري، ووعد بتطبيقها سريعاً، في احداث صدمة ايجابية في الاسواق تعيد اليها بريقها ونشاطها وحركتها المعهودة.

رئيس لجان الاسواق في جمعية تجار بيروت رشيد كبي يقول لـ«المستقبل»، انه «تم تسجيل حركة خجولة منذ بداية الاسبوع، نتيجة المعالجات السياسية التي برزت من خلال الاتفاق على قانون الانتخاب واللقاء التشاوري في قصر بعبدا، وهذا ما انعكس تحسناً في مزاج المواطنين الذين بدأنا نراهم اكثر في الاسواق». واشار الى انه في الماضي كانت المبيعات محصورة في السلع الاساسية، «اما اليوم بدأنا نرى بعض الحركة على السلع الكمالية، وهذا مؤشر ايجابي على تحسن ثقة المستهلك».

ولفت كبي الى ان الحركة المسجلة حتى الآن في الاسواق تظهر زيادة بنسبة تراوح بين 15 في المئة و20 في المئة، «الا ان ذلك لا يرضي التجار الذين تأملوا كثيرا بان تكون النتائج افضل من ذلك بكثير لا سيما بعد الوعود التي سمعوها عن اقبال كبير للسياح الخليجيين لا سيما السعوديين الى لبنان». واكد «ان ثقتنا كبيرة بالرئيس الحريري، فهو وعدنا باطلاق خطة اقتصادية متكاملة في وقت قريب، ونحن نأمل ان يترجم ذلك قريبا لأن من شأنه أعادة الاسواق الى سابق عهدها».

أما رئيس جمعية تجار مار الياس عدنان فاكهاني، فقال لـ«المستقبل» «اليوم هناك الكثير من الخطوات الايجابية التي تحققت على مستوى ترسيخ الاستقرار السياسي للانطلاق الى مرحلة جديدة، الا ان الاسواق لا تزال تعيش نوعا من الركود نتيجة عدم اقبال الناس على الشراء كما يجب». اضاف «التجار وضعوا آمالا كبيرة بهذا الموسم، لكن النتائج المحققة حتى الآن لا توحي ان ثمة تغييرا جوهريا سيطرأ على حركة الاسواق».

وتابع فاكهاني «كنا نأمل ان نرى الكثير من الاشقاء الخليجيين لكن هذا الامر لم يتحقق، في حين ان اللبنانيين يعيشون تحت وطأة ضغوط معيشة وقلة المداخيل، لذلك إذا اردنا ان نصف وضع الاسواق حاليا فيمكننا القول: حركة بلا بركة»، مشيرا الى ان الحركة التجارية في سوق مار الياس سجلت ارتفاعاً نسبته 15 في المئة مقارنة مع الموسم نفسه في العام الماضي.

الا ان فاكهاني، ابدى تفاؤله بالفترة المقبلة، وقال «ثقتنا كبيرة بالرئيس الحريري الذي لديه خطة اقتصادية متكاملة، كلنا أمل ان تطرح في وقت قريب لعلها تكون الدواء الشافي لنا».

لكن الحال في طرابلس تبدو مغايرة. فرئيس جمعية تجار طرابلس فواز حلوة صورة أكد لـ«المستقبل» انخفاض الحركة التجارية في العاصمة الثانية عشية الاعياد مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، عازيا ذلك الى اسباب عدة ابرزها، المعاناة الاجتماعية والمعيشية للاسر في طرابلس، حيث ترتفع نسبة البطالة والفقر الى معدلات قياسية، و«هذا سبب اساسي لانعدام السيولة وتراجع القدرة الشرائية التي تعتبر الاساس في تحريك العجلة الاقتصادية والتجارية». وشكا مزاحمة كبيرة وشديدة من النازحين السوريين الذين ينشئون مؤسسات تجارية غير شرعية وفي مختلف القطاعات، وقال «اليوم الكثير من المؤسسات تعاني هذا الوضع الذي أوصلها الى حافة الاقفال»، مؤكدا ان «هذا الوضع لم يعد مقبولا ولا يمكن السكوت عنه». ورأى حلوة انه لا يكفي ان تستتب الأوضاع في البلد كي ينعكس ذلك ايجابا على اسواق المدينة، فطرابلس لها وضع استثنائي، لذلك مطلوب تنفيذ خطة اقتصادية خاصة بالمدينة لمعالجة البطالة والفقر المنتشرين في كل شوارع طرابلس وازقتها».

رئيس جمعية تجار اقليم الخروب أحمد محيي الدين علاء الدين، اكد من جهته لـ«المستقبل» تحسن الحركة التجارية في اقليم الخروب عشية العيد نحو 20 في المئة، «الا ان هذه الحركة تبقى خجولة نسبة لامكانات الاسواق والحركة المسجلة في الايام الطبيعية». وتوقع ان تتحسن الامور في موسم الصيف، نظرا للاقبال الكبير للبنانيين العاملين في الخارج لتقضية العطلة الصيفية في بلدهم. «كما ان وجود الرئيس الحريري على رأس الحكومة يطمئن القطاع الخاص بان الاوضاع ستسير نحو التحسن».