تعهدات «سيدر» غير قابلة للتنفيذ!

العجز المالي يقفز إلى 4577 مليار ليرة في 6 أشهر - جريدة الاخبار - محمد وهبة

 
 - Nov 09, 2018



 لن يكون بمقدور لبنان الالتزام سريعاً بما ورد في مؤتمر «سيدر» لجهة خفض العجز المالي بمعدل 1% من الناتج سنوياً، بل على العكس تشير النتائج المالية عن الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية بأن العجز المالي تدهور أكثر وبات على مسار تصاعدي في ظل ركود اقتصادي، وتضخّم في الأسعار، وارتفاع جنوني في أسعار الفائدة...

 

أصدرت أمس، وزارة المال ملخص الوضع المالي عن الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية. النتائج كشفت عن تضاعف العجز المالي في هذه الفترة أكثر من ثلاث مرات. ففي حزيران 2017 كان العجز 1368 مليار ليرة، ثم ارتفع في حزيران 2018 إلى 4577 مليار ليرة، أي بزيادة قيمتها 3208 مليارات ليرة ونسبتها 234.5%. تدهور العجز سببه زيادة النفقات وتراجع في الإيرادات. النفقات زادت بنسبة 28.8% أو ما قيمته 3029 مليار ليرة لتبلغ 13533 مليار ليرة في نهاية حزيران 2018 مقارنة مع 10503 مليارات ليرة في الفترة نفسها من السنة الماضية. أما الإيرادات، فقد تقلصت بنسبة 1.97% على رغم أن تقديرات وزارة المال كانت تشير إلى أن الضرائب التي أقرّت في أيلول الماضي من أجل تمويل سلسلة الرتب والرواتب سترفع الإيرادات بقيمة 1800 مليار ليرة. حساب الحقل خالف حساب البيدر، فالإيرادات تراجعت من 9135 مليار ليرة في حزيران 2017 إلى 8955 مليار ليرة في حزيران 2018.

التقديرات تشير إلى أن العجز سيتجاوز 8000 مليار ليرة في نهاية 2018


وعلى هامش ارتفاع أسعار الفوائد، بدأت تظهر كتلة إجراءات متكتمة من المصارف على تحريك الودائع. عبّر مودعون لـ«الأخبار» عن تعرّضهم لـ«ضغوطات كبيرة» من المصارف (وآخرون تحدّثوا عن إغراءات) من أجل ثنيهم عن تحويل ودائعهم من الليرة إلى الدولار، أو تشجعيهم على تحويلها من الدولار إلى الليرة. بعض المودعين أشاروا إلى أن المصارف رفضت تنفيذ عمليات تحويل العملة بحجّة أنها لا تملك الدولارات الكافية!
وكان تقرير صادر عن فرنسبنك، أشار إلى أنه «نظراً لتواصل العجز في المالية العامة للدولة، فقد حافظت المديونية العامة على اتجاهها التصاعدي، حيث ارتفع الدين العام الإجمالي بنسبة 5.2% من 79.6 مليار دولار في نهاية آب 2017 ليصل إلى نحو 83.7 مليار دولار في نهاية آب 2018، وبات يشكّل حالياً نحو 150% من الناتج المحلي الإجمالي. وقد ازداد الدين العام الصافي بنسبة مماثلة إلى 72.9 مليار دولار خلال الفترة ذاتها. وشكّل الدين الداخلي نحو 57.7%، فيما شكّل الدين الخارجي 42.3% من الدين العام الإجمالي».



طلب على الدولار يرفع فائدة «الانتربنك»
منذ مطلع الاسبوع الجاري، لوحظ ارتفاع الطلب على الدولار وارتفاع سعر فائدة «الانتربنك» من 5% إلى 10%. الطلب على الدولار برز يومي الاثنين والثلاثاء، أي في 5 و6 من الشهر الجاري. غالبية استحقاقات الودائع لدى المصارف مسجلة في 5 و15 و25 من كل شهر (بعض المصارف لديها تواريخ استحقاقات مختلفة). قبل يوم الاستحقاق وبعده بيوم تصبح الودائع بالليرة حرّة ويصبح بإمكان الزبائن تحويلها إلى الدولار. وجود طلب على الدولار في هذا الوقت بالتحديد يعني وجود قلق لدى بعض المودعين، سواء عن فهم أو عن جهل بما يحصل، لكنه قلق مرتبط بانعدام الثقة بالطبقة الحاكمة وبقدرتها على حفظ الاستقرار. المودعون يطلبون ودائعهم بالليرة، ما يحتم على المصارف أن تكون لديها الليرات الكافية لتشتري بها دولارات من مصرف لبنان. هذا النوع من الطلب كان موجوداً قبل نحو أسبوعين، لكنه تراجع في الاسبوع الماضي، ما دفع بسعر فائدة «الانتربنك» (فائدة التسليفات اليومية بين المصارف) إلى التراجع من 8 % إلى نحو 5% لتعود فترتفع إلى 10%.

 
أضف تعليقك





الرئيسية
من نحن
استشارات
مواقع صديقة
فئات خاصة
أراء ,مقالات و تحقيقات
دراسات ومؤتمرات
القطاع التعليمي، التربوي، الصحة و الدواء
النظام الداخلي للمركز



يوجد حاليا

زائر حالياً  
© جميع الحقوق محفوظة جمعية المركز اللبناني للتدريب النقابي

إن الآراء الواردة في الموقع تمثل أصحابها وليس بالضرورة رأي الجمعية
تصميم و برمجة