ليعود لبنان بلداً سياحياً أصمتوا.. وكفّوا أيديكم أيضاً - جريدة المدن - عزة الحاج حسن

 

 - Mar 21, 2019



 لامس رئيس الحكومة، سعد الحريري، حقيقة الأزمة في لبنان لكنه لم يضع يده عليها، إما تجاهلاً أو جهلاً بواقعها. تيقّن الحريري بأن السجالات السياسية هي ما يُغرق لبنان بأزمات لا نهاية لها، ويُفقده ما تبقى من آمال بإعادته الى الخارطة السياحية. لكنه حمّل في الوقت عينه الإعلام مسؤولية استمرار الخلافات السياسية والسجالات والمناكفات التي عطّلت وتعطّل البلد.


صورة لبنان وسياسيوه
أعلن الحريري أثناء مشاركته في جلسة حوارية، ضمن مؤتمر "نحو سياحة مستدامة"، أنه في حال تمكّنا من تخفيف السجالات السياسية، فإن أزمة السياحة ستحل بنسبة 90 في المئة، متمنياً صمت السياسيين في الإعلام. إلا أنه بتحميله مسؤولية تغذية الخلافات للإعلام، منح صك براءة للسياسيين، الذين لا يوفرون ملفاً إلا ويتقاتلون على استغلاله، ويتدافعون على المنابر لحصد إنجازات وهمية، لا تتعدى حدود التصريحات والشعارات. ويتهافتون على مشاريع إصلاحية للأزمات نفسها، منذ أكثر من عشر سنوات، من دون تحقيق أي تقدم. ويتقاذفون التهم، ويدبرون المكائد، ويعملون من تحت الطاولة وفوق القانون و..و.

كل ذلك على الإعلام تجاهله، حرصاً على صورة لبنان أمام الخارج. هذا بعض ما عناه الرئيس الحريري، وهنا لا بد من السؤال: لماذا لم يفكر المسؤولون اللبنانيون بصورة لبنان أمام الخارج، حين يتناكفون فيما بينهم في المحافل الدولية، ويستعطون المال، وينكثون بوعودهم في الإصلاح، ويُبرمون الصفقات المخالفة مع دول وشركات أجنبية.. ألا يرى المجتمع الدولي كل ذلك؟ ألا يعلم السائح العربي والغربي بانعدام أهلية البنى التحتية في لبنان؟

وبعيداً من التجاذبات السياسية، "القاتلة للبلد"، على حد تعبير رئيس الحكومة، توقع الحريري أن يكون هذا الصيف واعداً سياحياً. إذ عقب إعلان السعودية رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان، زار البلد 12 ألف سائح سعودي خلال أيام، وإذا استمرينا على هذه الوتيرة، حسب الحريري، وحافظنا على الاستقرار السياسي، وقمنا بالمشاريع الإصلاحية، وأظهرنا للجميع أن خطة الكهرباء وضعت على السكة، وكذلك باقي الخطط، فإن كل ذلك سيضفي جواً من الإيجابية.

توسعة المطار
ولأن لبنان بلد الخدمات، سأل الحريري، لماذا لا نحسن إدارة سياحتنا. فلدينا سياحة استشفائية ودينية واقتصادية وكل أنواع السياحة، من هنا لا بد من تحسين كل أنواع الخدمات، والاستثمار بكل شيء اسمه سياحة، وبشكل مستدام، أي على مدار السنة. وإذ وعد الحريري بإتمام العمل على صعيد التوسعة الأولية لمطار رفيق الحريري الدولي، مع بداية حزيران المقبل، وتوفير المعدات الأمنية، ما يجعل الدخول إلى المطار أفضل بكثير مما كان عليه في السابق، أكد وضع مشروع توسعة القدرة الإستيعابية للمطار، بين 12 مليون و16 مليون زائر، على طاولة الخصخصة، إذ سيتم تنفيذ التوسعة بطريقة الـBOT مثل مطاري باريس وهيثرو وغيرهما.. ويبقى الهدف الأساس النهوض بالسياحة، بعد إنجاز البنى التحتية، وفق مقررات مؤتمر سيدر ومشاريعه.

وكيف يمكن أن يكون للبنان مطاراً كمطار باريس، والمسؤولون يتنازعون على حصص وظيفية، في كافة مديريات المطار، وبجميع الفئات. ويعطلون تعيين موظفين في الملاحة الجوية، وغيرها من المراكز الحساسة في المطار، لأسباب طائفية بحتة.. الحل لا يقتصر فقط على صمت السياسيين، كما تمنى الرئيس الحريري، ولا على تجاهل الإعلام نزاعاتهم ومناكفاتهم، إنما على كف أيديهم جميعاً عن مرافق هذا البلد.

أضف تعليقك





الرئيسية
من نحن
استشارات
مواقع صديقة
فئات خاصة
أراء ,مقالات و تحقيقات
دراسات ومؤتمرات
القطاع التعليمي، التربوي، الصحة و الدواء
النظام الداخلي للمركز



يوجد حاليا

زائر حالياً  
© جميع الحقوق محفوظة جمعية المركز اللبناني للتدريب النقابي

إن الآراء الواردة في الموقع تمثل أصحابها وليس بالضرورة رأي الجمعية
تصميم و برمجة