دياب «يتبرأ» من «المحاصصة» السياسية بدعم حزب الله... وينقذ الحكومة جريدة الديار  - ابراهيم ناصر الدين

 
 - Apr 03, 2020



 «توتر» بين «السراي» «وعين التينة»... و«تذليل» العقبات لإعادة المغتربين
خرق «التعبئة العامة» يتصاعد ومخاوف من الاصابات «المجهولة» المصدر؟

 

دخلت نصف البشرية في العزل لمواجهة «كورونا»، ولبنان يتجه نحو «الكارثة» خلال ايام اذا لم تعاد الهيبة الى «التعبئة العامة»، وسط توجهات حكومية لفرض حالة «الطوارئ» على مناطق محددة تشهد انفلاتا مثيرا للقلق. واذا كان الخطر الصحي الداهم لا يزال في ذروته، اختار رئيس الحكومة حسان دياب اهون «الشرور» لانقاذ حكومته من «الموت السريري» بعدما نزع «فتيل» «قنبلة» التعيينات المالية من جدول اعمال مجلس الوزراء قبل ان ينفجر «بوجه» الجميع، وذلك بعدما اخفقت الاتصالات والوساطات في تقريب وجهات النظر بين التيار الوطني الحر وتيار المردة الذي قاطع وزيريه الجلسة، فانتهى «الكباش» على «زغل» «بتصفيق» الوزراء لموقف رئيس الحكومة «المنتفض» على المحاصصة في تعيينات كادت تمر لو حصل التوافق عليها، وتبقى «العبرة» في تنفيذ وعده بحصول تعيينات شفافة بعيدا عن المحسوبيات، خصوصا انه يحظى بدعم كامل من حزب الله للمضي قدما في هذا التوجه، علّ الازمة تتحول الى فرصة لتقديم نموذج جديد غير مسبوق في الحياة السياسية اللبنانية، الا اذا وضع الملف على «الرف» كما هو حاصل في التشكيلات القضائية التي تنتظر «المخرج» الملائم كي «تبصر النور»، لكن المؤشر المقلق يبقى في «تعثر» كل الملفات الاساسية والمفصلية لحكومة «مواجهة التحديات»، وسط مخاوف من ان يصبح «الترحيل» هو الثابتة في عمل الحكومة التي باتت عاجزة عن تجاوز «المطبات» السياسية مع غياب عامل الثقة بين ابرز مكوناتها...

} «سقوط» التعيينات }

فبعدما رفض التيار الوطني الحر منح تيار المردة موقعين مسيحيين في التعيينات، وتلويح تيار المستقبل بالتصعيد اذا لم تراع مصالحه من خلال اعادة محمد بعاصيري الى منصب نائب حاكم مصرف لبنان، اختار رئيس الحكومة تأجيل «الصداع» الذي تحول الى «تصدع» في حكومته بعد غياب وزيري «المردة» ميشال نجار ولميا يمين الدويهي، عن الجلسة، والتهديد بالاستقالة، «فتبرأ» رئيس الحكومة في مستهل الجلسة من «المحاصصة» منتقدا الحملة ضد حكومته، واعاد التاكيد رفضه لمنطق المحاصصة السياسية في التعيينات، مؤكدا ان حكومة التكنوقراط لا يمكنها أن تقبل بتعيينات لا تعتمد معايير الكفاءة.

} دعم حزب الله }

ووفقا لمصادر سياسية مطلعة، بلغ «استياء» حزب الله ذروته في الساعات القليلة الماضية بعدما رفض حلفاؤه النصائح بضرورة تجاوز «المصالح» الضيقة، وابلغ دياب عدم التوصل الى تفاهمات على ملف التعيينات، ونصحه باتخاذ القرار المناسب الذي يحافظ على الاستقرار السياسي في البلاد، لانه لا بديل عن الحكومة، ومصلحة البلد في تجاوز التعيينات مرحليا، مع دعم الوصول الى آلية بعيدا عن المنافع والمكاسب الضيقة، دون ان يلغي ذلك ضرورة اجراء التعيينات على الراغم من «الضجيج»من المعارضين المستجدين الراغبين في الحفاظ على «مزارعهم» داخل الدولة.

} «انقاذ الضمير» }

وفي دردشة مع الصحافيين بعد الجلسة قال دياب، انقذت ضميري وسحبت التعيينات لأنها لا تشبهني، «واذا شاؤوا يمكن اعداد مشروع قانون للتعيينات معجل مكرر في مجلس النواب والانتهاء من الأمر في ثلاثة أيام»، وعن إنقاذ حكومته بإرجاء التعيينات، قال: هناك من يصر على عرقلة الحكومة ورميها بالحجارة لان نجاحها يكشف عورات الحكومات السابقة... وكانت وزيرة العمل رأت في تغريدة على حسابها عبر تويتر أنه «لا بد للحكومة وانسجاماً مع الهدف الإنقاذي الذي على أساسه تشكلت، من اعتماد آلية علمية تنافسية شفافة في كافة التعيينات الإدارية والتي من شأنها إيصال الكفوء بعيداً عن المحاصصة التي أثبتت أنها السبب الأساسي فيما وصل إليه حال البلد وإلا سينتهي بها الأمر كسابقاتها».

} «التوتر» بين دياب وبري }

وفي هذا الصدد، تفيد اوساط مطلعة ان العلاقة بين دياب ورئيس المجلس النيابي «متوترة» في ظل «استياء» رئيس الحكومة من «التهديد» العلني لبري بالخروج من الحكومة في وقت كانت الاتصالات جارية فيما يخص ملف اعادة المغتربين، كما يبدو دياب عاتبا على بري كونه يبدي حرصا واضحا على عدم اغضاب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في التعيينات، وعدم المس بالمواقع السنية التي يشغلها مقربون من «بيت الوسط» في حاكمية مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف، وكذلك تدخله لعدم إغضاب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من خلال تعيين اسم يقترحه النائب طلال أرسلان، واسم آخر «للمختارة»، وهو امر شكل ضغطا سياسيا غير «مقبول» من قبل شريك في الحكومة..؟

وفي سياق متصل، دخل سد بسري على خط الخلاف «الصامت» بين «السراي» و«عين التينة»، بعدما قررت الحكومة متابعة السير في بالمشروع بحسب العقود الموضوعة والقرارات السابقة «نظرا لاهميته لجهة تأمين المياه لبيروت الكبرى»، ووفقا للمعلومات فان بري يعترض على الامر «ويتوجس» من حصر مرجعية ادارة الملف بوزارة الطاقة، وهو امر يثير «الريبة» بحسب مصادر نيابية تعتبر ان ما حصل «تهريبة» لمصلحة فريق سياسي بعينه..؟ في المقابل اعلن الحزب التقدمي الاشتراكي رفضه لقرار الحكومة وتوعد بالمواجهة لعدم تمرير المشروع...

} كم يتقاضى نواب الحاكم؟ }

تجدر الاشارة الى ان دياب تساءل خلال جلسة الحكومة عن سبب وجود اربعة نواب لحاكم مصرف لبنان، مستغربا الحاجة لهم، وكلف وزير المال التواصل مع حاكم مصرف لبنان للتباحث بموضوع خفض رواتب هؤلاء وكذلك الرواتب المضخمة لبعض الموظفين في المصرف المركزي، علما ان راتب نائب الحاكم يبلغ 33 مليون ليرة يتقاضاه على 16 شهراً اي 528مليون ليرة سنويا، كما يتقاضى كل واحد منهم 1500 دولار عن كل يوم سفر، اضافة الى امتيازات كبيرة تسمح لهم بالحصول على قروض ميسرة «ضخمة» بفائدة واحد بالمئة..؟

} خرق «التعبئة» «والمخاوف»... }

وفيما ادخل «كورونا» أكثر من 3,9 مليار شخص، اي ما يوازي نصف سكان العالم، في حجر اجباري في المنازل في أكثر من 90 دولة، وتجاوز عدد ضحاياه 50 الفا، ولامس عدد المصابين بفيروس كورونا في العالم المليون وسط توقعات ببدء احتوائه ابتداء من شهر ايار المقبل، لا تزال «الوتيرة» في لبنان «منضبطة» حيث سجلت 15 حالة جديدة بالامس وبلغ عدد الاصابات 494 حالة، علما ان عدد الفحوصات التي أجريت في الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغ 539 فحصا، فيما سجلت 4 وفيات جديدة، ليصبح العدد 16. لكن تبقى المخاوف كبيرة من الاصابات الجديدة المجهولة المصدر والتي تتنامى يوما بعد يوم، ما يثير قلق وزارة الصحة التي تخشى خروج «الوباء» عن السيطرة بعدما كان متوقعا ان تقل هذه الحالات بعد اقفال المعابر البرية والجوية... وتجدر الاشارة ايضا الى ان الفحوصات في لبنان شملت 6500 شخص، وتبين ان هناك 494 حالة، اي 8 في المئة من الذين خضعوا للفحص مصابون، وهذا يعني أننا اذا اجرينا الفحوصات لأربعة ملايين لبناني، سيتبين وجود الالاف من المصابين...؟

اما خرق التعبئة فلا يزال على حاله، على الرغم من تحذيرات قيادة الجيش، وسط تراخي واضح من قبل بعض البلديات، وخوف من الاصابات الجديدة «المجهولة» المصدر، فالطرقات شهدت زحمة سير في اكثر من منطقة وكذلك استمر تكدس المواطنين امام المصارف، وقد حلقت طوافات الجيش شمالا لدعوة المواطنين لالتزام منازلهم كما نشر على موقعه على تويتر إرشادات للمواطنين جاء فيها: «تقيّد بالتعليمات، إلتزم منزلك، إمتنع عن التجوّل الا في حالات الضرورة القصوى».

} العودة الى «الاغلاق الكامل»؟ }

وفي هذا السياق، انتقد رئيس الحكومة حسان دياب ما اسماه الخرق الكبير والخطير لاعلان التعبئة العامة، وقال خلال جلسة الحكومة « هناك مناطق لا تلتزم بالتدابير ما يسبب ثغرة فاضحة لانتشار الوباء، واذا لم تطبّق الاجراءات بصرامة قد نضطر الى اتخاذ قرارات اكثر تشددا وتدابير قاسية». وبحسب اوساط وزارية، لن تتأخر الحكومة في التحرك اذا لم يحصل التزام خلال الساعات القليلة المقبلة، خصوصا في طرابلس ومناطق شمالية اخرى شهدت خروقات فاضحة، وبعدما تأكد ان احدى الاصابات الجديدة «بالكورونا» لوالدة احد من شارك في التجمعات الشعبية في طرابلس، وثمة توجه لفرض اغلاق كامل في بعض المناطق عبر «عزلها»، او فرض نوع من حالة «الطوارئ» لاجبار السكان على الالتزام، في ظل تقارير سلبية تأتي ايضا من مناطق اخرى... كما يدرس وزير الداخلية العودة عن بعض «الاستثناءات» التي اعطيت للمحال التجارية لفتح ابوابها...

} هل تلغى عودة «المغتربين»؟ }

وكما ذكرت «الديار» بالامس، تأكد رسميا وجود تعثر جزئي في عملية اعادة المغتربين بعدما اصطدمت خطة الحكومة برفض عدد كبير من الدول خروج الطواقم الامنية والطبية اللبنانية من الطائرات واجراء الفحوص للعائدين على اراضيها، فتقرر اجراء الفحوصات في مطار بيروت، وهو امر كان مدار خلاف بين رئيس الحكومة المؤيد لهذا التوجه ورئيس الجمهورية ميشال عون الذي عبر عن خشيته من دخول البلاد بأزمة «صحية» خطيرة...

وقد قرر مجلس الوزراء السماح للراغبين بالعودة الصعود الى الطائرات مع ضوابط صحية تقضي بحصول تباعد على متن الطائرات مع ضرورة ارتداء الاقنعة والقفازات، على أن تحصل الاختبارات في لبنان وتكرر بعد أسبوع من عودتهم، وعلم في هذا السياق ان الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ودبي ابلغت الخارجية اللبنانية انها ستتولى اجراء الاختبارات بواسطة طواقمها الخاصة وليس اللبنانية. وستصل اولى الرحلات الاحد المقبل، من افريقيا والسعودية، علما ان الكثير من المغتربين يشكون من ارتفاع اسعار بطاقات السفر... لكن هذه العودة قد لا تكتمل فضولا لانه وفقا لرئيس الحكومة «في حال تبين أن نسبة عالية من المغتربين العائدين الى لبنان مصابين بفيروس كورونا فستتوقف الرحلات..؟

} مفاوضات «كهربائية» }

وفي ملف الكهرباء، اطلع وزير الطاقة ريمون غجر مجلس الوزراء على نتائج المحادثات التي اجراها مع 4 شركات عالمية متخصصة ببناء المعامل الكهربائية، ولفت غجر إلى «نتائج مشجعة مع كل من شركتي «سيمنز» «وجنرال الكتريك» رغم التاثير السلبي الذي تركه تخلف لبنان عن سداد ديونه... ووفقا للمعلومات، كلف مجلس الوزراء وزير الطاقة مواصلة النقاش مع الشركات الأربعة في محاولة لتوقيع مذكرة تفاهم مع اكبر عدد من الشركات تتم على أساسها المفاوضات المتعلقة بالعقود والشروط المالية لإنشاء المعامل وذلك عن طريق تمويل من الدولة التي تنتمي إليها كل شركة...

أضف تعليقك





الرئيسية
من نحن
استشارات
مواقع صديقة
فئات خاصة
أراء ,مقالات و تحقيقات
دراسات ومؤتمرات
القطاع التعليمي، التربوي، الصحة و الدواء
النظام الداخلي للمركز



يوجد حاليا

زائر حالياً  
© جميع الحقوق محفوظة جمعية المركز اللبناني للتدريب النقابي

إن الآراء الواردة في الموقع تمثل أصحابها وليس بالضرورة رأي الجمعية
تصميم و برمجة