وباء كورونا لم يغيركم من أية طينة أنتم - نقلا عن الفاسبوك - فضل الله شريف - ممثل العمال في مجلس ادارة الضمان الاجتماعي

 - Apr 04, 2020



 === وباء كورونا لم يغيركم من أية طينة أنتم ===
أدركت عام ١٩٧٣ أن العمل السياسي في لبنان لا يشبهني وليس ملعبي،أستمريت في العمل النقابي،وغير مسموح لي تقييم عملي في هذا المجال،هذا الأمر متروك لمن عرفني او جربني،اليوم وبعد أن شارفت على الثمانين ولم يعد لي أية مطالب أسعى لتحقيقها ارجو ان يكون لبعض الأستنتاجات والخواطر ما يفيد لبعدها عن التزلف وصراحتها.
أثناء محاولة أنشاء دولة القانون والمؤسسات،دولة الرعاية الأجتماعية،دولة عدالة توزيع الثروة والأنماء المتوازن،كان في لبنان ما اصطلح على تسميته أطراف الأنتاج الثلاثة: الدولة، أصحاب العمل،العمال.
بداية من العام ١٩٩٣ تلاشت هذه المعادلة وأصبحت طرفين:
الأول مؤلف من الدولة وأصحاب العمل او أصحاب العمل والدولة لا فرق والثاني من العمال والفقراء والعاطلين عن العمل،وتميز الفريق الأول بتحديد أهدافه بدقة وهو وحدة المصالح والتكافل والتضامن لجمع المال وتحقيق الأرباح وبأية وسيلة كانت، والفريق الثاني أصابه الوهن والضعف بسبب المصالح الفردية والأنشقاقات الحزبية والتعصب على أسس لا أحب ذكرها،أستغل الفريق الأول هذا الواقع المأزوم للفريق الثاني فأستغله أبشع استغلال فسادوا ومادوا دون ممانعة جدية فوصل البلد الى الفقر وترهلت المؤسسات ودمرت البيئة وتفاقمت المديونية ورزحت شرائح الفريق الثاني تحت ضائقة معيشية وتردي أجتماعي غير مسبوق وكل هذا بسبب الجشع وانعدام المسؤولية وقلة الكفاءة والسياسات الفاشلة والموحى بها ولضيق المساحة سأكتفي بمثال واحد هو الصندوق الوطني للضمان الأجتماعي.
بعد الانتخابات النيابية عام ٢٠٠٠ وتحت شعار تشجيع الأستثمار وترشيق الأقتصاد وجدوا في الصندوق الوطني للضمان الأجتماعي الهدف الأول واتفقوا على أسقاطه على مراحل وفعلا بدؤا التنفيذ بتخفيض نسبة الأشتراكات لفرع المرض والأمومة وفرع التعويضات العائلية ٥٠ بالمئة دفعة واحدة،ثم أصدروا قانون ألغاء زيادات التأخير وهي جزأ لا يتجزأ من الأشتراكات وتقسيط الديون على عشر سنوات، ووظفوا جزء من أموال الصندوق بفائدة صفر بالمئة وهذه التدابير غير المدروسة ادت الى تراكم العجز في فرع المرض والأمومة، وبدلا من وضع الحلول زادوا الأمور تعقيدا باتباع عدم دفع الدولة لمتوجباتها للصندوق والتي تجاوزت ال٣٠٠٠ مليار ل.ل. وشجعوا ٢٥بالمئة من شركائهم أصحاب العمل على التلكؤ بدفع الأشتراكات وعلى عدم التصريح عن بعض الأجراء وعن الأجور الحقيقية،ووضعوا القيمين على الصندوق أمام أمر واقع لا مفر منه- وقف التقديمات في فرع المرض والأمومة ولا أحد يستطيع تحمل هذا التدبير او الأستلاف من صندوق نهاية الخدمة ،ولان المجال لا يسمح للتقصير في التعينات في أجهزة الصندوق واللجنة المالية والأدارة سنكتفي بالموضوع المثار حاليا من الفريق الأول وهو فرع تعويض نهاية الخدمة:
أموال صندوق نهاية الخدمة هي الحسابات الفردية للمضمونين والقانون يلزم بحفظها لأصحابها ويحدد طرق توظيفها وهذه الأموال استفادت من طفرة الفوائد في لبنان كغيرها من أموال دولية وعربية وأموال الفريق الأول اصحاب العمل رجال الدولة ، اليوم يقول لنا الوزير محمد شقير أنا وأترابي من أصحاب العمل واصحاب البنوك والحكام والاجانب والعرب ( نحن شاطرين وصحتين على قلوبنا) أما انتم العمال المضمونين الفقراء ليس من حقكم الاستفادة من فائض ناتج عن الفائدة في أموال نهاية خدمتكم ويجب أن نأخذها كما أخذنا الناتج المحلي والأموال المستدانة وكما وضعنا يدنا على أموالكم وجنى أعماركم في المصارف ومنها تعويضات نهاية الخدمة وأنا أقول لمعالي الوزير نحن مع المساواة وفتحت عليك بابا لن يقفل اذا عاد عمال لبنان الى صوابهم وتحلوا بالوعي وتخلوا عن أسباب تفرقتهم المصطنعة وفرضوا عليك وعلى أترابك المعادلة التالية:
تدفع الدولة ما يتوجب عليها الى صندوق الضمان كي يتمكن من اعادة الأموال التي أخذت كسلف الى فرع المرض والأمومة وأعادتها الى صندوق نهاية الخدمة وعندها نجري محاسبة محايدة وكل المبالغ الناتجة عن الفوائد والزائدة عن الحسابات الفردية للمضمونين تعاد للخزينة وذات المعادلة يا فطن وصاحب المبادرات انت ومستشاريك وأصحاب المصارف وأصحاب العمل وأصحاب الوكالات الحصرية يعيدون كل ما قبضوه فائدة على توظيفاتهم الى خزينة الدولة،أوليس الدستور يساوي بين المواطنين يا فالح، وهكذا لم نأت على ذكر الأموال المنهوبة والأرباح غير المشروعة والثروات المكدسة من عمليات الأحتكار.
وتبقى الأشارة بأن الصندوق الوطني للضمان الأجتماعي هو زبون شريف فلماذ لم تأتمنه الصيدليات ووكلاء الأدوية وتساعده في أيجاد حل الى زبائنهم من مرضى الأمراض المستعصية يجنب المستخدمين والمضمونين مخاطر الوباء ،من يدري لأنهم عمال وفقراء.
في الختام، خافوا الله،وباء كورونا على عدالته بين الأغنياء والفقراءلم يغيركم،من أية طينة أنتم،أذا بقيتم( في طغيانكم تعمهون) فأنتم ستأخذون البلد الى انفجار أجتماعي لا يعلم الا الله جل وعلا الى أي مدى سيصل،أصحوا يا غافلين.

أضف تعليقك





الرئيسية
من نحن
استشارات
مواقع صديقة
فئات خاصة
أراء ,مقالات و تحقيقات
دراسات ومؤتمرات
القطاع التعليمي، التربوي، الصحة و الدواء
النظام الداخلي للمركز



يوجد حاليا

زائر حالياً  
© جميع الحقوق محفوظة جمعية المركز اللبناني للتدريب النقابي

إن الآراء الواردة في الموقع تمثل أصحابها وليس بالضرورة رأي الجمعية
تصميم و برمجة